شكّلت سلسلة " أيادٍ في التربة" المجموعة الأولى من الورش التي أُقيمت تحت مبدأ «مشاركة التعلُّم» ضمن برنامج المناخ. وقد صُمِّمت خصيصاً لأفراد المجتمع المحلي في حي المناخ، لتقدّم لهم مدخلاً عملياً إلى الزراعة الحضرية عبر تجربة مباشرة في بناء المزرعة الحيوية ورعايتها.
وعلى امتداد أربع جلسات، خاض المشاركون في متكاملة عن الزراعة، مكتسبين خبرات عملية في كل مرحلة من مراحل الزراعة:
المرحلة الأولى: تحضير التربة
بدأ المشاركون بتحضير التربة، الأساس الذي تقوم عليه أي مزرعة. وشملت الأنشطة تحديد مساحة الأرض وتنظيفها، وإنتاج السماد العضوي، وإغناء التربة بالمواد الطبيعية لتعزيز قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية. وقد أكَّدت هذه الجلسة على الدور الحيوي للتربة السليمة في ضمان الاستدامة على المدى الطويل.
المرحلة الثانية: ريّ الأرض
تركّزت هذه المرحلة على مسألة الري باعتبارها أحد أبرز التحديات في مناخ المنطقة. صمّم المشاركون أنظمة بسيطة لتوزيع المياه، واطّلعوا على أساليب إدارة فعّالة تقلّل من الهدر وتضمن ترطيباً منتظماً للمحاصيل.
المرحلة الثالثة: الزراعة
انطلاقاً من مبادئ الزراعة المستدامة، اختار المشاركون بذوراً تتلاءم مع المناخ والتربة المحليين، وتمرّنوا على تقنيات الغرس، وتابعوا البدايات الأولى لنمو النباتات. وقد أبرزت الجلسة قيمة التنوع والتوازن والتكافل في بناء مزرعة قادرة على التكيُّف والاستمرارية.
المرحلة الرابعة: تغذية الأرض
تعلّم المشاركون أساليب طبيعية للحفاظ على خصوبة التربة وحماية المحاصيل، فأعدّوا أسمدة عضوية واستخدموها، وجرّبوا مبيدات نباتية لإبعاد الآفات، وناقشوا مقاربات شمولية لدعم صحة النباتات بعيداً عن الاعتماد على المواد الكيميائية.
ركّزت هذه الورش على الممارسات المستدامة، والمشاركة المجتمعية، وتنمية المهارات، كما جرى توثيق التجربة عبر الفيديو والمقابلات والمواد البصرية لتغذية أرشيف مساحات المناخ.
واختُتمت السلسلة بوليمة إفطار رمضاني جماعي، أحضر فيها المشاركون أطباقاً تمثّل ثقافاتهم، لتصبح احتفالاً لا يقتصر على إنشاء المزرعة فحسب، بل يمتد ليجسّد قيام مجتمع متماسك يقوم على تبادل المعرفة والرعاية والخبرة المشتركة.